بسم الله الرحمن الرحيم
{{ولاتلقوا بأنفسكم الى التهلكة}}
بعض الناس يكفيهم تدخين أول سيجارة للوقوع في فخ الإدمان على النيكوتين، وفقا لأحدث دراسة كندية. وعلى النقيض من ذلك فإن تدخين هذه السيجارة الاولى قد يؤدي الى تقزز الآخرين وابتعادهم عن التدخين.
وعثر باحثون في جامعة ويسترن أونتاريو، على منطقة داخل مخ الجرذان قالوا انها قد تشكل اساسا لفهم مثل هذه النزعات المختلفة.
ونجح الباحثون في التلاعب بمستقبلات خاصة في المخ، وهي «بوابات جزيئية» للدخول الى خلايا المخ، وتمكنوا من التحكم في جعل الجرذان تتقبل التدخين، ثم تدمن على النيكوتين، او جعلها ترفض التدخين بعد تجربته.
وقال ستيفن لافيوليت الباحث في الجامعة في الدراسة التي نشرت في مجلة «نيروساينس» لعلوم الاعصاب بداية شهر اغسطس الحالي، ان «نتائجنا قد تفسر مدى هشاشة الفرد امام الادمان على النيكوتين، وقد تشير الى امكانات جديدة لتطوير علاجات دوائية لدرء الادمان، او للشفاء من الاعراض الانسحابية الناجمة عن التوقف عن التدخين». وكانت دراسات سابقة قد وجدت ادلة على ان بعض الافراد اكثر تقبلا من غيرهم لتأثير النيكوتين.
واضاف الباحث الكندي ان الكثير من الناس يجدون ان النيكوتين غير مريح ومقزز للنفس اثناء المرحلة الاولى من «التعرض» للتدخين، أي عند او في بداية التدخين، فيما يجد آخرون انفسهم وهم يقعون في فخ الادمان لانهم يشعرون بتوفير النيكوتين الراحة لهم.
ودرس الباحثون منطقة في مخ الجرذان تسمى nucleus accumbens. ووجدوا مستقبلات خاصة للدوبامين، وهو مادة كيميائية ناقلة للرسائل، في لبّ وغطاء هذه المنطقة. وهذه المستقبلات، هي التي كانت تتحكم في كون الجرذان تتمتع بالنيكوتين، او ترفضه.
وعندما أوقف الباحثون عمل نوعين من مستقبلات الدوبامين وهي D1 وD2 وذلك بحقن عقاقير الى المواقع التي يوجدان فيها، فقد تحولت الجرذان الى الاحساس بالنيكوتين بوصفه مادة مريحة لها. وبذلك فقد نجح العلماء في «تغيير مفاتيح» رفضها للنيكوتين، بحيث أخذت تتمتع به! وقال لافيوليت ان «وجود اختلافات تحدث طبيعيا» في هذه المستقبلات، ربما هي التي تقرر ميل بعض الناس نحو التدخين ورفض آخرين له.
وعلى نفس الصعيد، اشارت دراسة اميركية لباحثين من جامعة ميشغن الى وجود جينات تزيد من مخاطر الادمان على التدخين طوال الحياة.
وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية «الإدمان»، ان تدخين السيجارة الاولى قد يسبب لدى الكثيرين شعورا مزعجا بالدوار والسعال، إلا انه قد يثير لدى البعض الآخر «موجة من السعادة». وقال اوفيدي بوميرلو الباحث في كلية الطب بالجامعة الذي اشرف على الدراسة ان من المرجح ان يحمل افراد هذه المجموعة الثانية نمطا من الجينات، لا يؤدي الى زيادة مخاطر الادمان فحسب، بل ان له دورا ايضا في الاصابة بسرطان الرئة.
اعاذنا الله وإياكم شرالتدخين